hassan hamed

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حقوف الانسان و موقف الشرائع منها

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 235
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    حقوف الانسان و موقف الشرائع منها Empty حقوف الانسان و موقف الشرائع منها

    مُساهمة  Admin الأربعاء ديسمبر 16, 2009 4:12 am

    يمكن ان نعرف حقوق الانسان بانها المعايير الاساسية التي لا يمكن للناس من دونها، ان يعيشوا بكرامة كبشر، وهي اساس الحرية والعدالة والمساواة وان من شأن احترام حقوق الانسان ان يتيح امكان تنمية الفرد والمجتمع تنمية كاملة، وتمتد جذور تنمية حقوق الانسان في الصراع من اجل الحرية والمساواة في كل مكان في العالم .




    ويوجد الاساس الذي تقوم عليه حقوق الانسان مثل احترام حياة الانسان وكرامته، في اغلب الديانات والفلسفات خصائص حقوق الانسان :
    يمكن ادراج اهم الخصائص التي تتسم بها حقوق الانسان بما يلي :
    1- حقوق الانسان لا تشترى ولا تكتسب ولا تورث، فهي ببساطة ملك الناس لانهم بشر..
    2- حقوق الانسان واحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر او الجنس او الدين او الرأي السياسي او الرأي الآخر او الاصل الوطني والاجتماعي، وقد ولدنا جميعا احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق.. فحقوق الانسان(عالمية) .
    3- حقوق الانسان لا يمكن انتزاعها، فليس من حق احد ان يحرم شخصا آخر منها حتى لو لم تعترف بها قوانين بلده، او عندما تنتهكها تلك القوانين فحقوق الانسان ثابتة و(غير قابلة للتصرف) .
    4- كي يعيش جميع الناس بكرامة، فانه يحق لهم ان يتمتعوا بالحرية والامن وبمستويات معيشية لائقة.. فحقوق الانسان(غير قابلة للتجزؤ) .
    ويمكن تصنيف الحقوق الى ثلاث فئات :
    1- الحقوق المدنية والسياسية وهي مرتبطة بالحريات وتشمل : الحق في الحياة والحرية والامن، وعدم التعرض للتعذيب والتحرر من العبودية والمشاركة السياسية وحرية الرأي والتعبير والتفكير والضمير والدين وحرية الاشتراك في الجمعيات والتجمع .
    2- الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وهي مرتبطة بالامة وتشمل : العمل والتعليم والمستوى اللائق للمعيشة والمأكل والمشرب والرعاية الصحية .
    3- الحقوق البيئية والثقافية والتنموية وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من التدمير والحق في التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية .
    موقف الشرائع السماوية من حقوق الانسان
    1- الديانة المسيحية : كانت المسيحية دعوة دينية خالصة، فلم تهتم بنظام الحكم الذي تفضله، فاكتفت باعلان حرية العقيدة والدعوة الى التسامح والمساواة ومحبة الانسان لاخيه الانسان، وكانت تهدف ايضا الى تحقيق مثل اعلى للانسانية معتمدة على اساس المحبة، كما هدفت الى محاربة التعصب الديني . وقد حملت المسيحية الى الحضارة الاوروبية والى قانون حقوق الانسان كرامته الشخصية الانسانية وفكرة تحديد السلطة، فأكدت المسيحية على كرامة الانسان الذي يستحق الاحترام والتقدير كما انها رأت بان السلطة المطلقة لا يمارسها الا الله . وبهذا تكون قد رسمت حدوداً فاصلة بين ما هو ديني وما هو دنيوي من اجل تنظيم المجتمع الانساني على اسس واضحة، وخاصة فيما يتعلق بالروابط بين الفرد والسلطة(اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله) .
    لقد كانت المبادئ الاساسية التي رسختها المسيحية ثورة متقدمة في مجتمع علاقاته على القوة والتمايز الطبقي، فالمسيحية كما اسلفنا دعت الى المحبة والتسامح بافضل واحسن اشكاله الانسانية(احبوا اعداءكم، احسنوا الى مبغضيكم، من ضربك على خدك الايمن فاعرض خدك الايسر) كما وقفت بشدة ضد عقوبة الاعدام وحماية الضعفاء والمحافظة على حقوق العمال وقد عملت المسيحية بكل قواها لوضع تشريعات قانونية تضمن حقوق الانسان وحرياته .
    اذن فالمسيحية تنطوي على مبدأ العدل والمساواة، اي ان هناك واجباً نحو الكنيسة وهو الواجب الروحي وواجباً نحو الدولة وهو واجب مادي . وان الدين المسيحي والحضارة المسيحية قد اقرا الالتزام المدني والديني للحصول على الحقوق والقيام بالواجبات.
    2- الديانة الاسلامية : ان الاسلام يجعل الانسان المحور المركزي للمسيرة الانسانية بحيث تصب كل معطياتها وانجازاتها وطموحاتها في محصلة نهائية هي خير هذا الانسان، لان الانسان هو اكرم ما في الوجود وهو فعلا اكرم ما في الوجود، ولكن لان الله عز وجل خلق الانسان، جزءاً من خلق الكون كله، بسماواته وارضه وجماده ونباته وحيوانه، انما خلقها كلها لتكون مسخرة لخير الانسان، اكرم خلق الله عند الله بقوله تعالى Sadالم تروا ان الله سخر لكم ما في السماوات والارض) .
    ان حقوق الانسان حظيت باهتمام وطني واقليمي وعالمي، وتمخض عن هذا الاهتمام بلورة وصياغة العديد من الاعلانات الوطنية والاقليمية والعالمية لحقوق الانسان، فالاسلام العظيم كان السباق الى تقرير حقوق الانسان، دون ضغوط وطنية ولا اقليمية ولا عالمية، ولعل القارئ للقرآن الكريم سيجد مئات الآيات الكريمة التي تقرر حقوق الانسان على اكمل وجه وافضل واجمل ما تكون الحقوق الانسانية وينبغي ان نشير الى ان حقوق الانسان التي يقررها الاسلام، ليست منة من حاكم ولا من منظمة وانما هي حقوق ازلية فرضتها الارادة الربانية فرضا كجزء لا يتجزأ من نعمة الله على الانسان حين خلقه في احسن صورة واكمل تقويم .
    فالاسلام حدد مدلول كل الحقوق والحريات العامة بما يصون كرامة الانسان ويكفل حقوقه وحرياته، سواء بتقرير الحقوق والحريات العامة التقليدية او الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . فمن المبادئ الرئيسة التي دعا اليها الاسلام، مبدأي الحرية والمساواة، فاتخذ الاسلام الحرية الفردية كدعامة اساسية بالنسبة لكل ما سنه للانسان من عقائد ونظم وتشريع، فاعتبر الاسلام اقراره للحريات اقراراً منه لانسانية الانسان . فالحرية في الاسلام تستمد من العقل، وميزان العقل هو العدل والمساواة، وهذا ما قامت عليه الدعوة الاسلامية من خلال دستورها القرآن الكريم . فالشريعة الاسلامية قررت للمسلمين حقوقا تخصهم كافراد وحقوقا تشملهم كجماعة وامة .

    [b][center]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:10 am